فرد عليه الرب عز وجل { قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ(18)}الأعراف . كل من يتبعك من بني آدم سيستحق النار وجاء تفسير ذلك في آيات أخرى .
منها قول الله سبحانه وتعالى { قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا(63)وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ - ولذلك من السنة الإنسان عندما يأتي أهله يذكر الله سبحانه وتعالى حتى لا يشاركه الجن ومن السنة أن يذكر الله عند الطعام حتى لا يشاركه في الطعام – وَعِدْهُمْ- زين لهم - وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا(64 إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا(65) )} الإسراء . إذا آيات كثيرة توضح المعصية الأولى لله عز وجل ، أول من عصى الله سبحانه وتعالى إبليس فسماه الله سبحانه وتعالى من الكافرين ، والكافر هو الذي يجحد النعمة ، أول المعاصي التكبر ولذلك قال العلماء كل المعاصي أصلها الكِبر الغرور ولذلك جاءت الأحاديث بالإنذار الشديد على قضية التكبر لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذره من كِبر وجاءت الأحاديث بالنهي عن إسبال الثوب تكبرا لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ولذلك - صلى الله عليه وسلم- لما سمع الصحابة الكرام واحد ينادي يا للأنصار والآخر ينادي يا للمهاجرين قال دعوها فإنها مُنتِئة فالعصبية والقبلية والتفاخر على الناس من أصل المعاصي . فلا تتكبر على موظف أو على خادم أو على مسكين . هكذا خُلق آدم وهكذا كانت بدايته وخُلق عالما ما كان جاهلا فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان عالما أعلم من الملائكة جاء ذلك في آيات كريمات وأحاديث كريمة تبين بداية آدم وعلم آدم . لما وقف آدم لما نفخت فيه الروح ووصلت الروح إلى رجله وقف قال له الله سبحانه وتعالى إئت أولئك النفر من الملائكة فقل السلام عليكم وكانت اللغة التي يستعملها آدم هي اللغة العربية نعم لغة الملائكة ولغة أهل الجنة فذهب إليهم وقال السلام عليكم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله فقال له الله عز وجل هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم .
وعلم آدم الأسماء كلها من أول يوم من أول خلقه علمه كل الأسماء فحدث المفسرون في هذه القضية ما هي الأسماء التي علمها الله تعالى لآدم؟ والرأي الراجح فيها وهو رأي ابن عباس أنه علمه اسم كل شيء هذه دابة هذا بحر هذا طير هذه شجرة هذا جبل كل شيء في السماوات والأرض يعرف اسمه أي علم هذا فيه إنسان اليوم يعرف اسم كل شيء ، تأتي بعض المخلوقات لا تعرف اسمها ؟ آدم يعرف اسم كل شيء وعلمه الله سبحانه وتعالى صنعة كل شيء الصنائع الأولى صنعة النار وصنعة الحديد وصنعة الخشب عرف كل شيء علم عظيم فالله سبحانه وتعالى رفعه فقط ليس في الشكل والخلق وإنما أيضا بالعقل والعلم { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(31) }البقرة . فالله سبحانه وتعالى أراد أن يبين للملائكة أن آدم ليس فقط أكرم منهم وإنما أعلم منهم ، فقالت الملائكة { لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32)} البقرة . قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فبدأ آدم يسمي كل شيء فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم اني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ماذا كانوا يكتمون ؟ يكتمون قولتهم والله لن يخلق الله خلقا إلا كنا أكرم منه وأعلم هذا الكلام الذين كانوا يكتمونه الآن بينته لكم فهذا سر التعليق في هذه السورة . ما تفهم القرآن إلا إذا فهمت أسباب نزوله وهذه المعاني تجلت في هذه الآية الكريمة .
ثم إن الله سبحانه وتعالى خلق حواء عليها السلام ، عاش آدم فترة في الجنة لكنه عاش وحيدا فاستوحش كما جاءت في الأحاديث فأصابه الضجر في أحد الأيام بينما هو نائم أخذ الله تعالى وهو نائم ضلعا من أضلاعه من جهة اليسار فشكل منه حواء وكسى هذا العظم لحما يقول الله سبحانه وتعالى { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1}النساء . فآدم خُلقت منه حواء من آدم فلما أفاق آدم عليه السلام وجد امرأة قاعدة عنده فسألها من أنت قالت امرأة قال لم خُلقت قالت لتسكُن إلي ، سكن أُنس ، خلقها الله سبحانه وتعالى لأجل ذلك ، الملائكة شاهدوا هذه المرأة تحدث آدم فسألوه مخلوق جديد ؟ فأرادوا أن يختبروه ، قالوا ما اسمها ؟ تعرف أسماء كل شيء ؟ هذه ما اسمها ؟ فقال حواء ، علمه الله سبحانه وتعالى ، قالوا لم اسمها حواء قال لأنها خُلقت من شيء حي خُلقت من آدم وهو حي فسُميت حواء ، وجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - استوصوا بالنساء فإن المرأة خُلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج. يعني في طبائع النساء اعوجاج وأحيانا العواطف تحكمهم وليس العقل أي لا تجبروها على غير طبيعتها فخذها بالرفق واللين ، وجاءت الأحاديث الصحيحة في قصة سارة عليها السلام زوجة إبراهيم أنها كانت أجمل نساء العالمين سارة أجمل امرأة في الدنيا بعد حواء فلهذا الحديث إشارة على أن حواء كانت أجمل امرأة خُلقت منذ الخلق إلى قيام القيامة أجمل ما خلقت من النساء حواء عليها السلام .