Designer2009

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

مع تحيات المنتدى
Designer2009

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

مع تحيات المنتدى
Designer2009
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Designer2009

كل مايتعلق بالتصاميم والأبداع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
كل عام وأنتم بخير ومبروك عليكم الشهر
أعضاء منتدى Designer2009 يسرنا دعوتكم للمشاركة في المنتدى الثاني منتديات مملكة رزان على الرابطة التالية: http://www.gmil.0fees.net/vb/index.php

 

 إكتشف.. طبيعة طفلك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو رزان
المدير العام
المدير العام
ابو رزان


رقم العضوية : 1
ذكر
عدد المساهمات : 591
نقاطي : 7052
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
الموقع : في عالم التصميم
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مشاغب

إكتشف.. طبيعة طفلك Empty
مُساهمةموضوع: إكتشف.. طبيعة طفلك   إكتشف.. طبيعة طفلك Emptyالأحد مايو 10, 2009 4:33 pm

ينفرد كل طفل بشخصيته المتميزة. ويظهر ذلك بوضوح بين الإخوة في العائلة الواحدة، وقد يصل هذا الاختلاف إلى درجة كبيرة، مع أنهم يعيشون في البيت نفسه، وتحت الظروف نفسها، فمثلما يتمتع كل فرد منا ببصمته الخاصة، كذلك الأمر بما يتعلق بشخصية كل منا والتي تميزنا عن غيرنا من البشر.
ينقسم الأولاد إلى أربعة أنواع حسب طبائعهم وخصالهم:
الطفل الحساس:
وهو وكما يدل عليه وصفه، عاطفي ومشاعره متأججة وأحاسيسه مبالغ فيها. حاجته الأساسية هي الاستماع إليه وتفهمه، ولكن وللأسف، طبيعته الحساسية تجعله عرضة للاستغلال من قبل الآخرين.
عادة يكون هذا الطفل لطيفا، ويحب أن يساعد الآخرين، بل إنه على استعداد إلى أن يضحي من أجلهم، ولكنه لا يصادق بسرعة، ويتجنب إقامة علاقات جديدة، ويتحاشى النشاطات الاجتماعية، هو في هذا المجال، يحتاج إلى بعض المساعدة الجدية من الأهل والأصدقاء، لفتح الفرص أمامه لمقابلة أناس جدد، ولتشجيعه على الانخراط في المجتمع.
عندما يستطيع بعضهم كسب ود وصداقة هذا الطفل، فإنه يكون وفيا مخلصا جدا لهم، ولكن إذا ما أساء معاملته أحدهم، فإنه يتأثر بشدة ويتألم بعمق، ولهذا يترتب على الأهل وظيفة هامة وضرورية جدا له، وهي تعليمه كيف يتسامح مع من أساء له، وكيف ينسى تلك الإساءة.
هؤلاء الأطفال يتعاملون مع الحياة حسب تحاجاتهم وأمانيهم، وهم بأمس الحاجة إلى مستمع متعاطف معهم، يثقون به ويفصحون له عما في صدروهم من آلام ومخاوف وهموم، مما يخفف من تأثيرها السلبي عليهم، ويساعدهم على تحرير هم من أية حواجز قد تعميق نضوح علاقاتهم، وتساهم في تطورها بشكل سليم. وغالبا ما نسمع هؤلاء الأطفال يتذمرون، فالشكوى عادة طبيعية الحساسينن وفي تزويدهم بما يحتاجونه، نرى ظهور روح التعاون لديهم، وبالتالي يخف تذمرهم وتقل شكواهم، يصبحون أمرن في تقبل الظروف بطريقة إيجابية.
مثال: محادثة طفل حساس وأمه:
الابن: يا له يوم سيئ، كان الجميع ضدي في المدرسة!
الأم: لماذا الجميع؟ لابد أنك كنت سيئا معهم حتى عاملوك بما تستحق!
الابن: لا لم أفعل شيئا، ولكنهم اتفقوا جميعا ضدي لأنني أصغر واحد في الصف.
الأم: لا تتذمر ولا تحزن، فإنك ما زلت أحسن حالا من ابن الجيران، فقد رأيته اليوم عائدا من المدرسة وهو يبكي.
الابن: وأنا أيضا كدت أبكي، فقد ذهبت لأشتري مجلتي المفضلة ولكن لم يبق منها أية نسخة عند البائع.
نلاحظ هنا أن الأم تجاوبت معه بطريقة خاطئة فهي لم تعطه العاطف الذي كان بحاجة إليه، مما دفعه للبحث عن شيء سلبي آخر حدث معه (لم يجد مجلته المفضلة) ليثبت لأمه أنه على حق وليقنعها بمدى خيبة أمله.
لنر كيف تكون المحادثة لو أن الأم ردت بالشكل المناسب لهذا الطفل الحساس وتعاطفت معه:
الابن: يا له من يوم سيئ، كان الجميع ضدي في المدرسة!
الأم: صحيح! من الرهيب أن يكون الجميع ضدك.
الابن: لا أقصد الجميع، فقد كان سليم لطيفا معي، فقد سمح لي باستعمال أقلامه الملونة الجديدة في درس الرسم.
في هذه الحالة كان رد الأم مناسبا تماما لشخصية ابنها، فاستماعها لابنها وقبولها لمشاعره السلبية دون أن تحاول أن تبحث في مصداقيتها، أو تنكر عليه حقه فيما يشعر به، أي وبمعنى آخر تعاطفها معه دون أن تحتاج إلى براهين إضافية منه كان صحيحا. تعاطفها هذا يدل على ثقتها به، مما دفع الابن، تلقائيا، إلى أن يبحث عن شيء إيجابي يخرجه من تلك الحالة الحزينة، فذكر ما فعله سليم معه.
فالتعاطف مع الأولاد إشارة له بأننا نشعر نعهم، ونثق في حكمهم، وهذا تصرف إيجابي يستقطب ردا إيجابيا.
وقد تظن الأم الشديدة الحرص على مشاعر ابنها، أن فيما قام به سليم فرصة لا تعوض لرفع معنويات ابنها، وإخراجه من حالته الحزينة، فتقول له: إذا كان سليم لطيفا معك فهذا يعني أن يومك لم يكن بتلك الدرجة من السوء.
أو قد تقول له: إذن لم يكن الجميع ضدك في المدرسة!
ولكن هذا الرد الذي هو محاولة لتصحيح مشاعر الابن، له مفعول عكسي حيث نجد أن الابن سرعان ما يرفض هذا الاعاء الذي يلغي مشاعره وأحاسيسه القوية، فيرد مدافعا عن هذه الأحاسيس التي ما تزال موجودة في داخله ويقول بكل تصميم: صحيح إن سليم كان لطيفا معي ولكن بقية الأولاد كانوا فظين معي ولم يتوقفوا عن إغاظتي.
وهنا يصر الابن على مشاعره السلبية، ويتمسك بها ليؤكد لأمه حقيقة وجودها، ويبدأ بالبحث والتنقيب عن كل السلبيات الممكنة التي واجهها في ذلك اليوم.
عندما يذكر الطفل الحساس شيئا إيجابيا بعد شكواه، فإن في ذلك إشارة حسنة تدل على أنه قد بدأ يغير اتجاه انتباهه إلى الجانب الإيجابي، لذا يفضل ألا تعلق على ما يقول، وألا تحاول استغلال أقواله لتجبره على تغيير مشاعره بسرعة، أو لتستصغر وتحقر ما قد اشتكي منه.
أما إذا، وبالطبع عن حسن نية، وكجميع الآباء والأمهات تمسكت بما ذكر من أشياء إيجابية لتدحض مشاعره السلبية، فعندئذ سيأخذ ذلك على أن الأشياء الإيجابية تلغي حقه في شكواه ولا تعطي صورة حقيقة عن معاناته، وبالتالي فقد يحصل شيء شديد الخطورة وهو أن يبدأ يتجاهل أي شيء إيجالي يمر به، لأن ذلك سيحرمه من حقه في الشكوى والتذمر من مشاعر سلبية حقيقية تتأجج في داخله ويعاني منها فعلا!
الابن الحساس يحتاج إلى تعاطف واضح وصريح، أكثر من غيره وبشكل منتظم ودائم، وإلا لجأ إلى تكبير وتضخيم مشاكله حتى يحصل على التعاطف الكافي له. كما أنه، ولحساسيته المرهفة، يحتاج إلى وقت أطول من غيره لتفهم وتقبل ما يحدث حوله، مما يخلق عنده مقاومة أعلى من غيره، وهذا ما يجعله يتصف بالعناد.
مثال: قد يبدأ الطفل الحساس بالشكوى قائلا: بطني يؤلمني! فإذا تجاهلته أمه ولم تعطه الاهتمام الكافي، نجد أن الألم انتقل إلى رأسه، وتصبح شكواه: يطني يؤلمني ورأسي يؤلمني! وإذا لم يكن هذا كافيا ليحوز على اهتمام أمه، ينتشر الألم إلى أنحاء مختلفة من الجسم! وربما تصبح الشكوي: بطني يؤلمني ورأسي وإصبعي وإلخ!
وهكذا حتى يحوز على الاهتمام الذي هو بأمس الحاجة إليه. فإهمال الوالدين لمشاعر الابن الحساس يجعله يتألم أكثر وأكثر، وقد يعتقد الوالدان أن هذا الألم مفتعل أو وهم وليس له وجود، ولكن هذا لا يمنع أن تكون معاناة الابن الحساس معاناة حقيقية وأن يكون شعوره بالألم شعورا حقيقيا.
مما يفيد مع الطفل الحساس أن يشاركه أبوه أو أمه في بعض المشاكل اليومية، على شرط أن تكون بسيطة، مثلما نرى في هذه المحادثة بين أب وابنه الحساس:
الابن: كم أكره مدرس العلوم! فقد كان شديد القسوة معي اليوم>
بالإضافة إلى ذلك فهو أستاذ لا يهتم للطلاب، ولا يعرف كيف يدرس! ودائما ينسى اسمي، وكل يوم يناديني باسم مختلف.
الأب: وأنا أيضا قابلت اليوم زبونا فظا، أزعجني بوقاحته.
فهذه المشاركة البسيطة تجعل الابن يشعر بأنه ليس وحيدا في معاناته من مضايقة الآخرين ولكن انتبه فأنت تتعامل مع طفل حساس لذا يجب أن تكون المشكلة بسيطة فعلا.
عدم شعور هذا الطفل بالتعاطف من الآخرين لاسيما أبويه، يولد في نفسه الشعور بأنه ضحية للظلم، مما يزيد من حزنه الداخلي وشعوره بالأسى، وبالتالي تشتد لديه درجة المقاومة والتمرد، ومتى أخذ ذلك الاتجاه صعب تغييره.
فتذكر أن كل ما يحتاج الأولاد الحساسون هو أن يقول لهم الأهل وبصراحة واضحة أنهم يتعاطفون معهم، وأكثر ما يشفي قلب الطفل الحساس هو القول: إنني أفهمك أتعاطف معك. هذه الجملة الصغيرة تعمل عمل السحر في إراحة هذا الطفل وطمأنته إلى أنه ليس وحيدا.
مثال: دخلت الأم إلى غرفة ابنتها هدى، وهي فتاة مراهقة فوجدتها تبكي بحرقة!
الأزم: ماذا بك؟
هدى: لا شيء.
الأم: كيف لا شيء وأنت تبكين كما لو أن عزيزا عليك قد مات!
هدى: لا شيء، فقط أحس بالملل!
الأم: (تبدأ المحاضرة): أتبكين من الملل؟ طبعا فكل شيء متوفر لك!
الطعام اللذيد والبيت النظيف! ألا تدركين كم أنت محظوظة كثيرا؟ فلديك أم حنون ترعاك وأب كادح لا يتوقف عن العمل ليهيئ لك أحسن مستقبل، و.. و.. وإلخ!

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو رزان
المدير العام
المدير العام
ابو رزان


رقم العضوية : 1
ذكر
عدد المساهمات : 591
نقاطي : 7052
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
الموقع : في عالم التصميم
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مشاغب

إكتشف.. طبيعة طفلك Empty
مُساهمةموضوع: رد: إكتشف.. طبيعة طفلك   إكتشف.. طبيعة طفلك Emptyالأحد مايو 10, 2009 4:36 pm

ماذا يكون رد الفتاة التي تعاني من هذه المشاعر السلبية الحقيقية، والتي لا تبرير لها حسب قرار أمها؟ رفض الأم لهذه المشاعر لن يساعد الابنة على التخلص منها، بل سيدفع الفتاة للإحساس بالذنب، لأنها لا تقدر ما يقدمه لها أبواها من تضحيات، وبالإضافة إلى ذلك، فهي ستعتقد أن أمها لا تهتم لها وليست في صفها، فهي- أي الأم- وبدل مساندتها، وبذل بعض الجهد لتحاول أن تتفهمها وتخفف عنها، تقوم بمهاجمتها واتهمها، مما يزيد من شعورها بالحزن والكآبة.
وتقرر هدى عدم البكاء من الآن فصاعدا أمام أمها! (هل هذا ما تريده الأم فعلا؟)
أما الأم الواعية فإن ردها سيختلف عما سبق وقد يكون كالتالي:
الأم: هذا طبيعي في عمرك يا هدى، فإنك الآن تمرين في مرحلة النمو السريع والهرمونات في جسدك نشطة وغير متوازنة بعد، ولذلك فقد تشعرين أحيانا، بالحزن أو الملل أو غيرهما من المشاعر السلبية دون أي سبب ظاهر، فلا تقلقي أبدا، وإذا كنت تظنين أن البكاء يريحك فلا مانع من ذلك، وإذا أردت يا هدى أن تبوحي لي بأي شيء مهما كان، فأنا على استعداد للإستماع لك متى شئت، فأنا أتفهمك وأتعاطف معك.
وهنا تؤكد الأم لابنتها حقها في مشاعرها السلبية دون لوم أو توبيخ على بكائها، وتبين لها بعض الأسباب البيولوجية التي قد تكون وراء ذلك، وتذكر هدى أنها تتفهمها، وأنها مستعدة لتستمع لها إذا ما قررت أن تبوح لها بشيء ما، دون أن تستجوبها أن تحاول إرغامها على الإفصاح عما يضايقها، كما قد تفعل خطأ بعض الأمهات.
يحتاج الطفل الحساس إلينا لنستمع لكشواه، فأعطه الفرصة ليتكلم، وأعطه الوقت الكافي كي تتحسن نفسيته ويتخلص من أية مشاعر سلبية قد تكون في داخله، وعندما تلاحظ أنه قد طرأ عليه بعض التحسن، إياك أن تعلق، أو أن تقول شيئا يلفت نظره إلى ذلك، مثلا: "إنك الآن في حال أفضل مما كنت عليه!" وتجنب قول أي شيء يوحي بأنه كان في حالة سيئة، مثلا: "ماذا دهاك من قبل؟" وكل ما عليك هو أن تأخذ موقفا متقبلا منه في كل حالاته العاطفية.
إستماع الأهل لهذا الطفل، وإبداء التفهم له، وتقديم الدعم اللازم، يساعده على أن يتأقلم في الحياة ويتحمل حلوها مرها، كما يساعده على كشف مواهبه الداخلية، فهو إنسان حساس وعميق، يفكر بالآخرين وله قدرات داخلية مكبوتة في أعماقه، ومن هذه الفئة يأتي المبدعون.
2- الطفل النشيط:
هذا الطفل وكما يدل وصفه يحب الحركة والنشاط، ويهتم بالعمل وإحراز النتائج دون الالتفات كثيرا إلى العاطفة والمشاعر أو الأحاسيس، وهو يحب أن يكون تحت الأضواء ومحط الأنظار، ويسعى للنجاح في الحصول على تأييد من حوله وإثبات وجوده. كما أنه يتوقع إلى الوصول إلى السلطة والحكم فأكثر ما يهمه هو أن تكون له القدرة على التأثير بالآخرين. هذا القيادي يخاف من التجربة، ولا ترهبه العقبات والمصاعب، وهو يتمتع بطاقة ديناميكية ذاتية تدفع للحركة والإقدام واستباق الأحداث، وطاقته هذه تدفعه في أي اتجاه متوفر لديه. ولأنه يميل إلى التصرف حسب هواه، يكون من أكثر الأطفال عرضة للوقوع في الخطأ، أو لانتهاج سلوك غير مقبول. لذلك يستحسن أن يخطط له الأهل، كيفية صرف هذه الطاقة، وأن يضعوا له قواعد وحدودا واضحة وجلية، تبين له أي اتجاه يأخذ، لحمايته من الوقوع في مشاكل عسيرة، فالخطورة التي يجب أن يتجنبها أهل الطفل هي غياب صورة واضحة ترشد هذا الطفل إلى: أين يسير وتحدد له: أي اتجاه يتبع؟..
هذا الطفل ذو الطاقة الزائدة، سريع في إنجاز أعماله، ويتضايق ممن هم أقل سرعة منه، لذلك من الضروري، إعطاؤه مهمات كفيلة بأن تشغله وتملأ وقته، وتستهلك طاقته. وهو يحترم الشخصيات القوية، مما يتطلب من الأهل توخي الحذر من إبداء أي معالم ضعيفة، أو تهاون في قراراتهم، حتى يعرف أن أبويه هما صاحبا السلطة والكلمة الأخيرة دائما.
عند تحميل هذا الطفل مسؤولية ما، فإنه سيعمل بما تمليه عليه تلك المسؤولية، لذلك فإنه من المفيد أن يحاول الأب أو الأم خلق مهمات له، لتستنفد طاقاته بشكل إيجابي قبل أن يسيء استعمالها. ولا تنس أن تمدحه فالمديح لهذا الطفل يعمل عمل السحر فلا تبخل به عنه، ولا تتردد في الثناء عليه فهذا يخفف عناده ومعارضته لك.
أهم ما يحتاج إليه هذا الطفل النشيط لضمان نجاحه وسلامته، هو خطط مدروسة جاهزة تنظم نشاطاته وطاقاته تضعها في الاتجاه الصحيح، ومع التخطيط السليم يمكن له الوصول إلى أعلى المراتب.
من الطريق التربوية الناجحة مع هذا الطفل أن يحمل بعض المسؤوليات أو المهمات الملائمة له، فمثلا إذا لاحظ المدرس وجود هذا النوع في الصف: طفل مشاكس ولا يتوقف عن الحركة، فليجعله عريفا على الصف، وليوظف هذه الطاقة في شكل إيجابي.
مثال: أحمد طفل نشيط، ويريد الذهاب إلى مدينة الألعاب، ولكن والده يعرف طبيعته النشيطة، ويدرك مدى صعوبة السيطرة عليه في مثل تلك الأماكن، لذا وقبل الذهاب إلى "مدينة الألعاب"، يضع أبوه برنامجا ينظم النشاطات التي ينوي القيام بها.
الأب: يا أحمد في يوم الجمعة القادم سأصطحبك إلى الأراجيح لمدة عشر دقائق، وبعدها نذهب إلى السيارات الكهربائية، وسأسمح لك بأن تركبها مرتين. ثم وبعد ذلك، سأشتري لك بعض الحلوى، ومن ثم نعود إلى البيت، وهكذا نستمتع جميعا بيوم العطلة.
وقد يحتج أحمد: لا أحب الأراجيح، وأفضل أن أمتطي الطائرة التي ترتفع عاليا وتدور، دعنا نذهب إلى الطائرة أولا ثم إلى السيارات الكهربائية.
ويرى الأب أنه لا مانع من ذلك فيقول: هذه فكرة حسنة يا أحمد، إنني موافق عليها.
هذا الجواب يسعد هذا النوع من الأطفال بشكل عميق، فهو يعيش ويزدهر بالتشجيع والإطراء على حسن رأية.
ثم يقول الأب: اسمع يا أحمد: قبل أن تمتطي وإخوتك السيارات تأكد من صلاحيتها، وذكر إخوتك الابتعاد عن المزعجين وتجنبهم.
هنا وجهه الأب بشكل غير مباشر (الابتعاد عن المزعجين)، ووضعه في مركز المسؤولية والقيادة مع خطوط واضحة تبين هذه المسؤولية، وهذا سيدفعه للتعاون معه.
كذلك التخطيط الضروري خاصة في الرحلات الطويلة، أو عند الزيارات الطويلة، ويفضل أن يكون الأبوان مجهزين بما يشغل الطفل، ويساعد على جلوسه بهدوء، مثل إعداد حقيبة خاصة للطفل، فيها دفتر للرسم مع أقلام تلوين، وأوراق ملونة، وصور لاصقة، أو لعبة تشد انتباهه وتشغله لفترة طويلة.
وكما ذكرت في السابق، فإن هذا النوع من الأطفال، لا يخاف من الخوض في أي نشاط، ولو لم يكن لديه أدنى فكرة عن نتائجه، مما يجعله عرضة لارتكاب الأخطاء، وربما للوقوع في العديد من المشاكل، فالتجربة أسلوبه المفضل في التعلم واكتساب الخبرة، لهذا فإنه بأمس الحاجة، من جهة، إلى أبوين كبيري القلب، يسامحانه ويصبران على أخطائه، ومن جهة أخرى، إلى المديح والإطراء عندما ينجح ويفلح في عمل ما أوربما لمجرد قوله رأيا صائبا. أما إذا كان يهدد بالعقاب أو التوبيخ، فإن ذلك لن يحد من نشاطاته، بل سيدفعه لممارستها بطريقة سرية ودون إعلام أهله، تجنبا لأي عقاب أو توبيخ، أو قد يكذب ويرفض الاعتراف بها، وقد يصل الأمر به إلى أن يتجرأ ويدافع عن أخطائه بوقاحة وكأنها ليست بأخطاء! وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث! فهذا وفي هذه الحالة، لن يتعلم من أخطاء لا يعترف بها أي درس نافع للمستقبل، وبالتالي لن تساهم في نضج شخصيته ونموها وتطويرها، عندئذ تصبح كل التجارب التي خاضها عديمة الجدوى.
هذه الطاقة الكامنة في هذا الطفل النشيط، تجعل الجلوس في مكان واحد والاستماع والتركيز على موضوع معين صعبا عليه إذا لم يكن مستحيلا، لذلك فالطريقة المثالية المناسبة لتعليم هذا الطفل المشحون بالحركة هي الطريقة العملية، وينصح الأبوان تجنب المحاضرات والنصائح المطولة له فهي لن تجدي نفعا معه، بل قد تؤدي إلى مفعول عكسي!
مثال: تطلب الأم من ابنتها سها أن ترتب غرفتها، بينما تستمر الابنة في اللعب ولا تلتفت إلى أمها. لنر أولا ما قد يحدث في أغلب الحالات وعندما لا تدرك الأم مدى الأذى الذي قد تلحقه بشخصية ابنتها باستعمالها طريقة غير إيجابية:
الأم: سها لا تتركي غرفتك بهذا الشكل الفوضوي! هيا توقفي عن اللعب وقومي بترتيبها!
سها لا تنتبه لما تقوله أمها، تسمعها ولكن انغماسها في اللعب يمنعها من التجاوب معها.
ترى الأم تجاهل سها، فتعيد ما قالته ولكن بصوت أعلى، وكلما استمر تجاهل سها للأم، علا صوت الأم وزاد غضبها، إلى درجة قد تنزع اللعبة من يد سها، التي قد تبدأ تبكي وتحتج أو تترجى: دقيقة واحدة فقط يا ماما!
ولكن الأم الغاضبة لن تتراجع: أبدا! ولن أسمح لك باللعب حتى ترتبي غرفتك وبشكل جيد.
وفي أسوأ الحالات قد تقوم الأم بضرب الابنة ولو ضربة خفيفة.
أما الأم الواعية، والتي تدرك أهمية فترة الطفولة لتأسيس شخصية سلمية، فإنها تتصرف بشكل مختلف وربما على الشكل التالي:
الأم: سها، من فضلك رتبي غرفتك الآن.
سها تتجاهل الأمر وهي تلعب.
الأم: يظهر أنك تستمتعين بهذه اللعبة يا سها، ولا ترغبين في التوقف عنها لمدة طويلة! لا بأس، لا تقلقي فانا سأساعدك في ترتيبها وهكذا ننتهي بسرعة، هيا يا سها توقفي الآن من فضلكن فأنا أستطيع أن أساعدك الآن. هيا بنا إذن نرتبها معا بسرعة، سأبدأ أضع هذه الأقلام في علبتها الخاصة، وهذه الملابس في الدرج... إلخ.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو رزان
المدير العام
المدير العام
ابو رزان


رقم العضوية : 1
ذكر
عدد المساهمات : 591
نقاطي : 7052
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
الموقع : في عالم التصميم
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مشاغب

إكتشف.. طبيعة طفلك Empty
مُساهمةموضوع: رد: إكتشف.. طبيعة طفلك   إكتشف.. طبيعة طفلك Emptyالأحد مايو 10, 2009 4:39 pm

وتبدأ الأم ترتب، وتستمر بحث سها على الترتيب، حتى تنهض سها وتستجيب لها. وعند الانتهاء تشكرها الأم، وتثني على حسن عملها، مهما كان نوعه أو كميته! وهذا الجزء هام جدا فالتشجيع ضروري كي تبدأ بذور التعاون تنتعش وتنمو داخل الطفل.
عندما نتشارك مع هذا الطفل في عمل ما، فإن ذلك يجعله يشعر وكأننا فريق واحد، له هدف مشترك، فتنعدم حاجته إلى المعارضة ورغبته في الانفصال، مادام راغبا في أن يكون جزءا من هذا الفريق. ويجب ألا تنسى أن تشكره مهما كان العمل الذي أداه صغيرا، وقم بالثناء على عملكما المشترك، فمثلا قل: "لقد أحسنا صنعا" أو: "نستحق التهنئة على عملنا الرائع" أو "يا لنا من فريق عظيم!". فأكثر ما يسعد هذا الطفل هو أن يكون شريكا في فريق ناجح.
ويلاحظ أنه بين الحين والحين، قد هذا الطفل عن التعاون مع الوالدين، ويرفض الانصياع لأمر ما دون أي سبب واضح، ولكن لمجرد تأكيد قدرته على الرفض، وإثبات حقه في إبداء رأيه المعاكس، والذي قد يكون معاكسا لمجرد خلق معارضة لا غير! وإذا عرف الأبوان كيفية التعامل مع هذه المعارضة بحكمة، فإن هذه المعارضة ستساعدهما بطريقة غير مباشرة، وذلك لأنها ستذكر الطفل وستؤكد: أن أبويه صاحبا السلطة والأمر والنهي، مما يساهم في تعميق إدراكه لهذا الواقع، وهذا بالطبع أمر هام وضروري ليشعر الطفل بالأمان. أحيانا يفضل بعض الأهل أن يتجنبوا المواجهة مع الطفل، خاصة عندما يخرج عن طاعتهم، ويتصرف بوقاحة وفجاجة، وذلك خوفا من نتائج تلك المواجهة، وهذا خطأ كبير، لأنه سيدفع بالمشكلة إلى وضع أسوأ مما هي عليه.
أكثر عامل إيجابي يؤثر في هذا الطفل، هو اعتراف الأبوين بصواب رأيه وحسن فعله ومدحه لذلك، وأشد ما يكره، هو إخباره بأنه مخطئ، وخاصة أمام الآخرين، فعلى الأهل أن يحرصوا أشد الحرص على تقديم توجيهاتهم ونصائحهم وانتقاداتهم على انفراد. ويمكن للأهل وللمحافظة على كرامة أولادهم، أن يتفقواعلى إشارات سرية مع أولادهم، لاستعمالها للتنبيه أمام الآخرين وعند اللزوم، فقد تضع الأم يدها على أذنها لتنبيه الأبن/ الابنة إلى أن صوته مرتفع مثلا، أو غيرها من الإشارات التي قد يتفقون عليها. وهذه الطريقة ممتعة ومفيده، فهي لا تحرج الطفل أمام الآخرين، وتجعله راغبا في تلبية الطلب، بالإضافة إلى أنها تساهم وبطريقة غير مباشرة، في تنمية وعيه انتباهه لما يجري حوله من أمور.
إذا لم يتوفر المناخ الملائم لهذا الطفل، فإنه يصبح مزعجا مع الجميع، ويتمرد على أبويه ويخرج عن سيطرتهما، ويتصرف بطريقة سيئة. أما إذا نجح الأهل في معاملته بالطريقة المناسبة، وثابروا على استخدام طريقة "الفرصة" (تشرح في فصل قادم) لتأديبه، فإن هذا مما يساعد على تدريبه على الصبر (وهذا ما ينقصه غالبا)، وتلقائيا يصبح أكثر حساسية وإدراكا لمشاعر الآخرين.
هذا الطفل النشيط مؤهل ليكون قائدا عظيما، لأنه لديه الطاقة اللازمة لتحقيق الأشياء عمليا وتنفيذها على أرض الواقع، ومع مرور الوقت، وازدياد خبرته، تزداد ثقته بنفسه ويزداد نجاحا، ويصبح أكثر استعدادا لتفهم مشاعر الآخرين.
وأحب أن أذكر بضرورة وضع خطة واضحة لهذا الطفل المميز وبضرورة السماح له بارتكاب الأخطاء وتقبلها، والتأكيد له أن وقوعه في الخطأ لا يعني أنه فاشل أو غبي أو كسول، وإنما هو دليل على أنه قد حاول إنجاز شيء يتطلب جهدا أكبر، ودور الأبوين هنا ينحصر في إظهار ثقتهما به، وإعلان حسن ظنهما فيه والاستمرار بتشجيعه.د
3- الطفل المتفرج: هذا الطفل لا يحب التغيير ويفضل ممارسة ما هو معتاد عليه، ومن أهم ما يحتاج إليه هذا الطفل هو معرفة ماذا سيحصل له، وما هي الأمور والمواقف التي ستواجهه، وماذا عليه أن يتوقع.
وجود الطفل المتفرج في حالة جديدة لم يألفها تثير قلقه وتجعله يتصرف بسلبية، بينما إذا هيأه أبواه نفسيا لأي تغيير يتوقعانه أو يخططان له، وشرحت له الأمور وأصبح على علم بما سيواجهه، فإنه يصبح أكثر مرونة لتقبل الوضع الجديد.
يحب هذا الطفل أن تكون حياته منظمة، وأن يكون لديه برنامج واضح، لذا فهو محتاج إلى نظام روتيني يعتاد عليه، وبرنامج يحدد له وقت العمل، ووقت النوم، ووقتا معينا للتسلية واللعب وهكذا، حتى تكون الأمور واضحة وجليه لديه. فهو يشعر بالاطمئنان والراحة عندما يعرف أنه يسير حسب خطة معينة.
وهو يرتاح إلى ممارسة الأشياء نفسها، مرة بعد مرة وبالطريقة نفسها، ولا يمل من تكرارها، بينما يقلقه التغيير المفاجئ، فهو طفل يحتاج إلى ثوابت في حياته، وعلى الأهل بذل جهودهم لتأمينها له فيمكنهم مثلا: المحافظة على التنزه في الحديقة في يوم معين، أو زيارة المكتبة في يوم محدد، والاستعداد للنوم في وقت ثابت. وفي الحقيقة يستفيد كل أنواع الأطفال من وجود في حياتهم، ولكن هذه الثوابت، تشكل حاجة أساسية لهذا الطفل بالذات، وهي ضرورية للمحافظة على شعوره بالاطمئنان والراحة النفسية، وتساعد على تطوره نضوجه وتساهم في اكتسابه مهارة التنظيم التي تلعب دورا هاما في حياته.
يتميز هذا الطفل بطبيعة طيبة وجيدة، ولكنه يفتقر إلى ملكة الإبداع أو التجديد، ويحتاج إلى من يشجعه على القيام بعمل ما أو نشاط ما، وإلا بقي على حالته جالسا في المكان نفسه يتفرج على التلفاز مثلا، وهو يستهلك وقتا أطول من غير لإنجاز أعماله، ولا يمكنه أخذ قرارات سريعة، لذا يفضل تجنب سؤاله عما يريد أو ماذا يرغب.
هذا الطفل المتفرج، بالمقارنة مع غيره من الأطفال، لا يحب الحركة كثيرا، ويرضيه أن يبقى هادئا، ويستمتع بالتفرج على ما يجري حوله، وهو قنوع ومن السهولة إرضاؤه، تهمه راحته الجسدية، ويتجنب أخذ المخاطر أو خوض التجارب، ويفضل أن يدع ذلك الآخرين بينما يكتفي بدوره متفرجا.
وغالبا ما يقضي هذا الطفل وقته في مراقبة غيره من الأطفال، بينما يلعبون أو يمارسون نشاطا ما، دون أن يشعر بالرغبة في مشاركتهم في ذلك، أو يفكر في الانخراط معهم، إلا ربما بعد مدة طويلة أو بعد فترات متكررة من مراقبة هذه النشاطات. وهو على عكس الطفل النشيط لا يجذبه سحر القيادة والسلطة، ولا يرى سببا للمنافسة عليها، بل ويتجنب المشاركة فيها.
فمشاركة هذا الطفل في أي نشاط تكون عن طريق المراقبة والتفرج فقط، ولمدة قد تطول أو تقصر حسب طبيعته الفردية. وهو لا يشعر بالحرمان أو بالنقص لكونه متفرجا فقط، بل إنه فعلا يستمتع بالمراقبة وكأنه يمارس هذه النشاطات من خلال الآخرين. وقد يشعر بعض الآباء والأمهات بالقلق بسبب ذلك، ولكن أحب أن أطمئنهم إلى أن هذه الظاهرة طبيعية في هذا النوع من الأطفال، ومع مرور الوقت، وتوفير حاجته من التشجيع المرن وللطيف على الحركة والنشاط، سيتحسن هذا الطفل ويبدأ بالمشاركة الفعلية بقية الأطفال في الوقت الذي يلائمه.
فإذا كان طفلك من هذا النوع، يترتب عليك أن تجد له عملا ما أو نشاطا يمارسه، وإلا فهو سيبقى دون أية اهتمامات أو هوايات. ويجب تزويده بجميع الفرص الممكنة لشد اهتمامه وزرع رغبة المشاركة لديه، ولكن بطريقة لطيفة ومرنة ومشجعة دون ضغط أو إكراه.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو رزان
المدير العام
المدير العام
ابو رزان


رقم العضوية : 1
ذكر
عدد المساهمات : 591
نقاطي : 7052
تاريخ التسجيل : 10/05/2009
الموقع : في عالم التصميم
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مشاغب

إكتشف.. طبيعة طفلك Empty
مُساهمةموضوع: رد: إكتشف.. طبيعة طفلك   إكتشف.. طبيعة طفلك Emptyالأحد مايو 10, 2009 4:39 pm

وعندما يبلغ هذا الطفل السابعة من عمره تقريبا، ينصح الأهل بأن يبذلوا بعض الجهد، لإتاحة الفرصة له ليختلط مع غيره من الأطفال، وأن يعرفوه على مختلف النشاطات المتوفرة، حتى إذا ما لاحظوا ميله واهتمامه بنشاط ما، شجعوه على ممارسته، ولكن مع الحرص على عدم الإصرار، والامتناع عن تعريضه لأي ضغط إذا ما رفض ذلك. وأحب أن أكرر أن طريقة التشجيع مهمة جدا يجب أو تكون بأسلوب إيجابي ومدروس، فمثلا يفضل أن تقول له: "الآن جاء دورك لكي تشترك مع بقية الأولاد في هذه اللعبة الممتعة". بدلا من سؤاله: "هل تحب أن تشترك؟".
ففي الصيغة الأولى جملة فيها قرار إيجابي، وفي الوقت نفسه يمكن عدها اقتراحا يحمل توقعات إيجابية ويرجح ردا إيجابيا، بينما السؤال يساوي بين الاحتمالين السلبي والإيجابي.
للأسف ليس هناك أية صيغة سحرية تضمن لنا تجاوب الأطفال معنا، لذا عليك أن تكون مستعدا لأي جواب سلبي دون الإصابة بخيبة أمل! وإذا ما سمعت جوابه السلبي معلنا الرفض! فاتركه ولا تحاول أن تجبره أو تضغط عليه، وقل له: "حسنا، يظهر أنك تفضل أن تتفرج الآن، أخبرني عندما تريد أن تشترك معهم". هذا على الأقل سيدفعه إلى أن يبدأ بالتفكير في المشاركة الفعلية.
يتمتع هذا الطفل بموهبة خاصة في مواساة الآخرين، وفي التخفيف عنهم في أوقات الشدة، ويهتم بأصدقائه ويبذل جهده لمساندتهم ودعمهم عاطفيا عند الحاجة. وأكثر ما يكره هذا الطفل أن يقاطعه أحد، ونراه ينتبه إلى أصغر التفاصيل الدقيقة ويعيرها انتباهه واهتمامه ووقته.
هذا الطفل المسالم يستطيع أن يكتب غضبه، ولديه القدرة والمهارة على تجاوز المصاعب. ويتقدم ويتحرك ببطء، ولكن بخطأ ثابتة وصلبة. ويجب على الأبوين والمربين الانتباه إلى هذا الطفل، لأنه من السهل جدا إهماله دون قصد، وذلك بسبب طبيعته الهادئة وقلة متطلباته.
4- الطفل المتجاوب:
يتصف هذا الطفل بأنه اجتماعي جدا، ويحب النشاطات خارج المنزل، يرى نفسه من خلال نظرة الآخرين إليه، يبحث عن الجديد، وتتوق نفسه إلى تجربة أي شيء يثير اهتمامه، ولديه في أعماقه دافع قوي، يوجهه لرؤية وسماع وتذوق وتجربة أي شيء يجده في المجتمع، أما اهتماماته، فهي عديدة ومتنوعة، وهو يحتاج دائما إلى ما يثير انتباهه، وإلى ما ينشطه عقليا وجسديا.
الطفل المتجاوب هو طفل سعيد خفيف الظل، يتغذى بصور الحياة وما فيها من تغيرات متنوعة، والحياة بالنسبة إليه مغامرة شيقة، وهو اجتماعي ومحدث، ماهر، يصادق بسهولة لذا يكون لديه العديد من العلاقات السطحية، والتي لن يؤثر عليه سلبيا إذا ما أخفقت، وهو يحمل مشاعر الحب والود للجميع بدون استثناء ولا يحقد على أحد.
هذا الطفل يحب التغيير والتجديد، ويكره التركيز على شيء واحد، بل ويعجز عنه، ومع كل تجربة جديدة يخوضها نكتشف جزءا جديدا منه، ومع كل وضع جديد يتجدد نشاطه وتبعث فيه الحياة.
حب هذا الطفل للتغيير، يحول دونه ودون إنهاء أعماله، فكثيرا ما يبدأ بعمل شيء ما ثم يتوقف، لينتقل إلى عمل شيء آخر، قبل أن ينجزه. مثله مثل الفراشة، يتنقل من نشاط إلى آخر، ليتذوق من طعم كل الورود والأزهار، بل والأشواك الوالدان للقلق بالسيطرة عليهما، فالفوضى جزء من طريقة هذا النوع من الأطفال في التعلم، واكتساب الخبرة.
لكن طريقته الفوضوية في الحياة، لا بد أن تجر معها بعض المتاعب، فنراه مثلا يجد صعوبة في إيجاد ما يبحث عنه بين أشيائه المبعثرة هنا وهناك، أو يتعسر عليه ترتيب أموره المتشابكة، وكثيرا ما ينسى ما قد تطلب منه، لذا يجب أن تكرر طلبك أكثر من مرة كي يستجيب لك، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل عليك تقديم مساعدتك له للقيام بما تطلبه منه، فمثلا لا تتوقع منه أن يرتب غرفته دون أن تمد له يد العون، فتعاون معه من فضلك.
يعيش هذا الطفل في عالم خيالي سحري حتى حوالي سن التاسعة، وقد تراه يتكلم مع نفسه، ويقضي وقتا طويلا يلعب مع شخص خيالي من صنعه، فلا تقلق لذلك، ودعه يعيش عالمه هذا ويستمتع به، فهو سرعان ما سيدخل إلى العالم الحقيقين وسيتأقلم كما تأقلم غيره من الأطفال.
يتأثر هذا الطفل المتجاوب بما يسمع وبما يرى بشكل أعمق من غيره من الأطفال، فعليك الانتباه إلى هذه النقطة، فمثلا إذا سمع أن البوليس يبحث عن مجرم ما، فإنه سيخاف ويتوتر وسيشعر بالخطر، ويظن أن كل الناس في خطر، وإذا ما حاولت أن تتكلم معه بشكل منطقي وقلت له مثلا: "لا تخف فإننا نعيش في منطقة آمنة"، فإنك لن تستطيع أن تغير من رأيه شيئا. بينما إذا قلت له مثلا: "لا تخف سأصلي لكي تكون آمنا" فهو عندئذ يشعر بالأمان. لذا ينصح بحماية هؤلاء الأطفال من سماع ورؤية الأخبار المخيفة والتي تجري في هذا العالم.
الطفل المتجاوب مثله مثل الطفل الحساس، يميل إلى رسم وتصميم صور خاصة به في مخيلته للقصص التي يسمعها أو يقرؤها، فتتنشط طاقته في الإبداع، وهذا ما لا يوفره له التفاز الذي يقدم الصورة مع الخبر، لاغيا بذلك حاجة الطفل لاستعمال مخيلته مما يسبب إضعافها.
قد يجب الأب/ الأم أن هذا الابن المتجاوب ينسى كثيرا، وهذا طبيعي، لأن عقله مشتت هنا وهناك، فيجب ألا تنهره على ذلك أو توبخه وإلا زادت هذه المشكلة سوءا، ومع الوقت يتعلم كيف ينتبه أكثر إلى ما يقال له، ويركز على ما يقوله أو يفعله.
يحتاج هذا الطفل إلى حرية التصرف والعمل حسب طريقته الخاصة، لذا يميل إلى الرفض والتمرد عندما يفرض عليه أمر، فمثلا قد يرفض وبإصرار ارتداء معطفه عندما يأمره بذلك أبوه أو أمه، وأحيانا قد يثور غضبه بسهولة، خاصة عندما يطلب من القيام بشيء لا يحبه أو لا يجاري رغباته.
أكثر ما يحتاج إليه هذا الطفل هو التوجيه والتخطيط، فيمكن استعمال التوجيه والتخطيط بشكل إيجابي لتجنب رفضه واعتراضاته وخلق روح التعاون لديه.
إذا خلقت الفرصة لهذا الطفل كي يحقق ما بداخله من رغبات، ووفرت له إمكانية النشاط في مختلف المجالات المتوعة حتى تتسنى له تجربتها واختبارها، فإن ذلك يساعد على تحسين قابليته للتركيز الفكري، والنظر بتعمق إلى الأمور، ومع الوقت يتعلم هذا الابن/ الابنة كيف يكمل ما بدأ، وتتبلور لديه الرغبة في إنجاز ما يقوم به من أعمال، ويبدأ بتذوق حلاوة الإنجاز، بدل الاستمتاع بالقفز من نشاط إلى آخر دون إنجاز ملموس، وهذا- لاشك- من أهم التطورات الإيجابية لهذا الطفل.
أما إذا أهمل هذا الطفل ولم يتلق العناية الضرورية، فإنه، وكشخص بالغ، سيجد مسؤولية الحياة أكبر مما يستطيع تحمله، مما قد يدفعه إلى ضرب الأمور عرض الحائط، ويزداد إهمالا وفوضوية، ويرفض الاعتراف بما عليه من مسؤوليات ويتجاهلها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إكتشف.. طبيعة طفلك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Designer2009 :: منتديات آدم وحواء :: الأسرة والصحة-
انتقل الى: