ابو رزان المدير العام
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 591 نقاطي : 7052 تاريخ التسجيل : 10/05/2009 الموقع : في عالم التصميم العمل/الترفيه : طالب المزاج : مشاغب
| موضوع: عيد الحب الأحد مايو 24, 2009 9:01 pm | |
| [size=25]الحمد لله الكريم الرحمن، ذي العطايا الجزيلة والإحسان. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له الهادي إلى أعظم الشرائع والأديان، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله الداعي إلى سبل الخير والرضوان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان . أمّا بعد :
اعلموا اخواني و أختواتي رحمني الله وإياكم : أنّ دين الإسلام هو آخر الأديان السماوية، وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده، قال تعالى : (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعْمَتِي وَرَضيتُ لَكُمُ اْلإِسْلامَ دِيناً( (المائدة:3)، والدين هو الذي يبين للنّاس حدوداً ما يسيرون عليه وما يلتزمون به في عقائدهم وما يحل لهم وما يحرم عليهم، ولا سلطان على الدين لعرف أو عادة أو توارث أو عقل، لأنّ مصدره الله اللطيف الخبير، قال تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ اْلأَمْرِ فَاْتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (18( إِنَّهُمْ لَن يُغْنُواْ عَنكَ مِنَ الله شَيْئاً وَإنَّ اْلظَّالِمِينَ بَعْضُهَمْ أَولِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ المُتَّقِينَ( (الجاثية:18-19) .
وإنّ ممّا شرعه الله تعالى لعباده المسلمين الأعياد والمناسبات، لتعود بخيرها وفضلها على الأفراد والمجتمعات، وفضّل سبحانه بعض الأيّام على بعض حسبما اقتضته حكمته البالغة، وربط العيد بالعباده ليسعد المسلم بالتزامها وإتمامها، فعيد الفطر جاء عقب إتمام صوم رمضان، وعيد الأضحى جاء عقب الوقوف على صعيد عرفة الذي به تتم فريضة الحج. وقد شرع الله عز وجل لنا إحياء هذين العيدين ولم يجعل لهما ثالثاً، إلاّ أنّ عدو الله إبليس - لعنه الله - قد آلى على نفسه أن يصد عباد الله عن سواء السبيل، وأن يقعد لهم بكل صراط مستقيم، ليحول بذلك بينهم وبين رحمة الله ورضاه، ويقذف بهم في درك الشقاء والحرمان، فعمد إلى أوقات وأيّام اتخذها النّاس - كاليهود والنصارى - أعياداً فزينها لهم، وجعلها ميادين للملذات والمنكرات، ورسم لهم فيها من ضروب الشهوة والشبهة والغواية ما استمال به قلوبهم وصرفهم عن سبيل الحق والهدى ودلهم على طريق الضلال والهوى .
وكان آخر ما ابتلي به المسلمون من هذه الجحور هو الجحر (الفالنتايني( والذي أسموه بـ: عيد الحب؟ اسم فسوق (و بِئْسَ اْلاِسْمُ اْلْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ( (الحجرات:11). الذي يوجب غضب الديان، ويعقب عيش الذل والهوان، لقد عمدوا إلى أحسن الأسماء وهو الحب فأطلقوه على هذا العيد، ولفقوا له المعاني المزخرفة الأنيقة، وكسوة حلة الألفاظ الجميلة والعبارة الرشيقة، وهو في حقيقة أمره عيد ظاهره المحبة والعشق، وباطنه المجون والفسق، عيد يدعو إلى وأد الفضيلة وطمسها، وبعث الرذيلة ونشرها .
ولقد سارعت كثير من أخواتنا المسلمات إلى الإحتفاء بهذه الظاهرة الدخيلة لمجرد اعتقادهن أنّها ذكرى جميلة، أو أنّها نوع من التسلية والترفيه، والأدهى من ذلك والأمرُّ من تدَّعي أنّها من مظاهر الحضارة ومن لوازم المدنية، والله يعلم إنّي لم أجازف في نسبة ذلك إليهن، بل هو حقيقة قولهن، فيا حسرة الفؤاد، ويا أسفا على أخواتنا اللاتي ما علمن أنّهن بحجة التسلية والركض وراء الحضارة المزعومة والمدنية الزائفة قد عرضن إيمانهن واعتقادهن - الذي هو أغلى ما يملكن - للخسارة والضياع! أَوَمَا وجدت أولئك الأخوات شيئاً يتسلين به سوى ما هو شعار للكفر والطغيان، الذي يُحِلُّ غضب الرحمن، ويرضى به الشيطان؟
إن تعجبي فاعجبي من حال أخواتنا المسلمات اللاتي هداهن الله وشرح صدورهن للإسلام كيف يقفن من هذا العيد! فقد أخبرتني إحدى أخواتي البريطانيات اللاتي منَّ الله عليها بالإسلام عن دهشتها وأنّها تستغرب من حال أخواتها المسلمات اللاتي يشاركن في هذا العيد، مع أنّ أخواتهن في بريطانيا يستنكرن ذلك، ويستنكفن من المشاركة فيه، فيا لله العجب من حال أخواتنا هناك! كيف فررن من المشاركة في هذا العيد فرار الطيور إلى الأوكار، ومن حال أخواتنا هنا كيف تهافتن على المشاركة فيه تهافت الفراش على النّار !
من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح يميت إيلام
فيا ليت شعري هلا بحثت أختنا المسلمة عن حقيقة هذا العيد وما ينطوي عليه من السوء قبل أن تقدم على المشاركة؟ وهل عَلِمَتْ قصة ذلك الرجل الذي يدعى (فالنتاين( كي تقِفَ على حقيقته؟ وإنّي أعظ كل رهينة لشهوتها، أسيرة لملذتها بموعظة واحدة، أن تقوم بتدبر قصة ذلك المجهول ثم تُحكّم نفسها وتتفكر في مشروعية إحياء هذا العيد في بلادنا الإسلامية؟ والله الموعد، وإليه التحاكم، وبين يديه التخاصم .
وقصة (فالنتاين ( تتلخص في : أنّ الرومان كانوا يحتفلون في 14 فبراير بملكة آلهة الرومانيين (جونو(، وكانت تتفسخ وتنحل أثناء احتفالهم بهذا العيد، فتقوم الفتيات بكتابة أسمائهن في أوراق ثم تضعهن في زجاجات فارغة، ثم يأتي كل شاب فيختار بالقرعة اسم عشيقته ليحتفل بها في هذا العيد، واستمر الحال على ذلك حتى القرن الثالث الميلادي الذي كان يحكم الرومان فيه الإمبراطور كلاوديس الثاني، والذي قام بعدة حملات حربية باءت بالهزيمة والفشل، فأدرك أنّ سبب ذلك هو صعوبة جمع رجال الجيش بسبب ارتباطهم بزوجاتهم وعشيقاتهم، ممّا حدى به إلى إصدار أمر يمنع القساوسة فيه أن يتموا للجنود عقود الزواج، فاضطر القساوسة جميعهم للإستجابة لأمره إلاّ قسيساً كان يدعى (فالنتاين( فقد أبى الانصياع لأمره، وكان يتم عقود الزواج سراً، لكن سرعان ما افتضح سره، وبان أمره، فتم اعتقاله وإدانته بمخالفة الإمبراطور وحُكِم عليه بالإعدام، وأثناء إقامته في السجن تعرف على ابنة السجان، والتي كانت تزوره متخفية، مصطحبة معها وردة حمراء لإهدائها له، فوقع في حبائل حبها وغرامها، وخرج عن تعاليم شريعته النصرانية التي تُحرِّم على القساوسة الزواج أو عقد العلاقات العاطفية، ثم إن الإمبراطور قد دعاه إلى عبادة آلهة الرومان مقابل العفو عنه، ولكنه رفض ذلك وثبت على نصرانيته فنُفِذ فيه حكم الإعدام في يوم 14 فبراير عام 207م، ومن حينها أطلق عليه النصارى لقب قديس لأنّه فدى النصرانية بروحه، وشفعوا له خطيئة وقوعه في الحب بسبب ثباته على دينه، وقاموا بإحياء ذكراه في هذا اليوم من كل عام، وأصبح عشاقهم يتبادلون في هذا اليوم الهدايا والورود الحمراء وبطاقات تحمل صورة (كيوبد( - الطفل المجنح الذي يحمل قوساً ونشاباً - والذي يمثل إله الحب لدى الرومان، ومن ذلك التاريخ وإلى هذا اليوم والنصارى يحيون هذه الذكرى ويسمونها بـ (عيد الحب( .
أختاه : لعلًّك بعد هذه الخلفية التاريخية لعيد الحب هذا، وبعد أن تجلَّت لك الحقائق وانكشفت لك الستور أن تتساءلي: ما دخلنا - نحن المسلمين - بعيد اشتركت فيه الوثنية والنصرانية؟ وما علاقة تخليد النصارى لقديسهم (فالنتاين( بديننا وعقيدتنا؟ إنّ المسألة ليست بالهيّنة، فلو لم يكن في هذا العيد إلاّ مشابهة النصارى في أعيادهم لكان في العقل أعظم زاجر وأكبر ناه عن المشاركة فيه، كيف وهو مما تتفق العقول السليمة والفطر المستقيمة على استحالة شرعه وامتناع جوازه !!
ونحن لم نر أحداً من غير المسلمين يشاركنا فرحتنا بعيدي الفطر والأضحى، بل يلاحظ أنّهم لا يأبون بنا ولا بأعيادنا وربّما سخروا من حفاوتنا بهذين العيدين، بل إنّهم بالفعل قد تجرؤوا على الاعتراض على الشعائر التي نحييها في أعيادنا، فقامت جمعيات الرفق بالحيوان بالصراخ والعويل على ما يفعله المسلمون في عيد الأضحى المبارك من نحر الأضاحي والهدي بحجة القسوة والوحشية على تلك الذبائح، فيا له من أمر يضحك عجباً، ويبكي حزناً، ويثير حمية للدين وغضباً، كيف يعترضون على أعيادنا مع جمال مقصدها وكمال غايتها وجلالة أهدافها وبعدها عن الانحراف وسافل الأمور، ونحن نتهافت على أعيادهم ومعتقداتهم الفاسدة مع انحطاط مقاصدها وخسة غاياتها ودناءة أهدافها؟ فهذا والله لما يزيد القلب أسى وحسرة وألماً، ولكنّ الجائحة عامة، والجنون فنون، فاسألي يا أختاه مثبت القلوب أن يثبت قلبك على دينه، وأن لا يوقعك في ظلمة من هذه الظلمات .
وختاماً : أسأل الله العظيم ربّ العرش الكريم أن يجعلني وسائر المسلمين ممن آثر حبه على هواه، وابتغى بذلك قربه ورضاه، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين . [/size] | |
|
المشتاق إلى الجنة مصمم نشيط
رقم العضوية : 11 عدد المساهمات : 60 نقاطي : 5700 تاريخ التسجيل : 30/05/2009 الموقع : في الدنيا الفانية العمل/الترفيه : مدير مدرسة المزاج : مروق
| موضوع: رد: عيد الحب السبت مايو 30, 2009 8:18 pm | |
| الله يجزاك خير ويمنع المسلمين من هذي الأعياد الباطلة | |
|