الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات ، فضلا منه علينا ، وحرم علينا الخبائث والسيئات ، رحمه منه بناء وهو ذو الفضل العظيم ، والصلاه والسلام على رسول الله الكريم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد ا عبده ورسوله ، أما بعد
! أخي المتسوق
! أتدري أي أرض أنت عليها الآ ن؟
! إنها من أبغض البقاع إلى الله تعالى ، فلا يظل مكثك فيها ، وعجل بالخروج منها
فعن أبي هريره ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها
: وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا قال
يا رسول الله ، أي البلدان أحب إلى الله ؟ وأي البلدان أبغض إلى الله ؟ قال : لا أدري ، حتى أسأ ل جبريل عليه السلام فأ تاه
جبريل فأخبره ان احسن البقاع الى الله المساجد وابغض البقاع الى الله الأسواق
فالأسواق من أبغض البقاع الى الله تعالى لكثره ما يقع فيها من معاص وسيئات وقلة ما يعمل عليها من طاعات وحسنات ولكثرة ما حدث فيها من سهو ولهو وغفله ولغو وتدليس وتلبيس وكذب وزور وتهتك وسفور وفواحش وفجور وغير ذلك مما يندى له الجبين أن يقع في أسواق المسلمين فالغفله فيها متحكمه والزله متمكنه والنفوس تذهب بأصحابها في كل اتجاه القلوب تتعلق فيها بزينه الدنيا الفانيه حتى تغفل عن النعيم المقيم في جنات النعيم في الدار الآخرة
والسوق مكان نصب الشيطان عليه رايته وميدان أطلق فيه زبانيته وهو بساطه المحبب ومجلسه المقرب لكثرة طائعيه فيه وقلة
مخالفيه عليه وخصوصا هذا الزمان الذي شاعت فيه الخيانه وقلت الأمانه فطغى الزيف وأرغى المزيفون
فعن أم سلمه ـ رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها
فإ نها معركه الشيطان وبها نصب